} .. " صَرَخَت الَلَهَـ. ~

عتمة تغمر المكان

وأنا جثة مجذومة

في كل شبر من جسدي

مجزرة تحيك آثار الموت

وصرخة الآه

تتأرجح داخل غشاء حنجرتي الممزقة

تعيش أمنياتي في خضم من ضجة ذاكرة

يستيقظ الجرح بداخلي

تتبلور المشاعر في قدح العذاب

بقايا غصص وزفرات من شباح محضة

تعيدني للماضي الدفين

فتزرعني على عتبات الحلم الجميل

لتوقظ شجن

أو ملف قضيتي

لا تسألني عن مدى شوقِ إليكـ

فالشوق يرسم لوعة

والبعد يوحي بالرحيل

البعد عندك أي جرم

مثله مستحيل أن يلين

والحزن في حضرة رحيلك

مستحيل أن يستكين

آآه

ليتني استطعت زرعه

في مجرى دمي

بل ليت لي

حروف الماء وأبجدية السماء

لنثرت عبق الورد ترانيم

حولتها االاحزان

لكن من يجففها وتطير

لينصهر الجليد

على لهب الشوق المحترق

حيث الحروف الأربعة

هي الدفء
المنتظر
أحتضر
أنفجر
وأندثر

فقط لا أكثر من هذا

فالحزن يدلف في تلافيف الروح

وجوة ما زالت جافة

ملامحها في حدقاتي

وأشكالا ما زالت تقف

على مدائن أحزانيـ

قد ضاعت منه حلقة وصل

في ارض الشتات

فضاعت معالمي بين غربة وابتعاد

لتختنق مناجاتي بجفاف

عندما يمر بي

يهزني ينفض كل لحظات الحلم

يحوله الى احزان

يهدم كل بنيان الطموح

سحابة صيف تمطر بكثافة

ثم تعبر غير آبهة بما خلفته ورائها

من بقايا وآثار

احزان ترفض اقتحام دائرتها

تحارب من أجل أن يبقى ذلك الحب

صامدًا قبل أن يجف

ويعبث بفوضائية مشاعره

فتجففـت
طموحاتي وحلمي

وغبائي و هواياتي

وتصرفاتي و سذاجتي

وبراءتي وحنقي وغضبي

بلاهتي ثرثرتي تناقضي

الآن بكل حالاتي

أريد أن أتبرأ من نفسي

أريد ان أكون الآن حزن ابيض

لم يكتب يوما الا البياض

جفيت أنا

من ليل لا يخلفه نور

ومن حزن لا ينجلي بسرور

ومن زمن زاد فيه الجور

تاتيني شحوبات الالم

على متن الجفاف

ليقصف اعواد الحياة

ويلقي بها بين اشواك

.

" الاحزان "